فصل: تفسير الآية رقم (77):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (77):

{وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)}
{وابتغ} اطلب {فِيمَا ءاتاك الله} من المال {الدار الأخرة} بأن تنفقه في طاعة الله {وَلاَ تَنسَ} تترك {نَصِيبَكَ مِنَ الدنيا} أي أن تعمل فيها للآخرة {وَأَحْسَن} للناس بالصدقة {كَمَا أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ} تطلب {الفساد فِي الأرض} بعمل المعاصي {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين} بمعنى أنه يعاقبهم.

.تفسير الآية رقم (78):

{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)}
{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ} أي المال {على عِلْمٍ عِندِى} أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة بعد موسى وهارون. قال تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الله قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القرون} الأمم {مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً} للمال؟ أي هو عالم بذلك ويهلكه الله {وَلاَ يُسْئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون} لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب.

.تفسير الآية رقم (79):

{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)}
{فَخَرَجَ} قارون {على قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} بأتباعه الكثيرين ركباناً متحلّين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية {قَالَ الذين يُرِيدُونَ الحياة الدنيا يا} للتنبيه {لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِىَ قارون} في الدنيا {إِنَّهُ لَذُو حَظّ} نصيب {عظِيمٌ} وافٍ فيها.

.تفسير الآية رقم (80):

{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)}
{وَقَالَ} لهم {الذين أُوتُواْ العلم} بما وعد الله في الآخرة {وَيْلَكُمْ} كلمة زجر {ثَوَابُ الله} في الآخرة بالجنة {خَيْرٌ لِّمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صالحا} مما أُوتي قارون في الدنيا {وَلاَ يلقاها} أي الجنة المثاب بها {إِلاَّ الصابرون} على الطاعة وعن المعصية.

.تفسير الآية رقم (81):

{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)}
{فَخَسَفْنَا بِهِ} بقارون {وَبِدَارِهِ الأرض فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله} أي غيره بأن يمنعوا عنه الهلاك {وَمَا كَانَ مِنَ المنتصرين} منه.

.تفسير الآية رقم (82):

{وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)}
{وَأَصْبَحَ الذين تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بالأمس} أي من قريب {يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ} يوسّع {الرزق لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} يضيّق على من يشاء و(وي) اسم فعل بمعنى: أعجب، أي أنا والكاف بمعنى اللام {لَوْلا أَن مَّنَّ الله عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا} بالبناء للفاعل والمفعول {وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون} لنعمة الله كقارون.

.تفسير الآية رقم (83):

{تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}
{تِلْكَ الدار الأخرة} أي الجنة {نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرض} بالبغي {وَلاَ فَسَاداً} بعمل المعاصي {والعاقبة} المحمودة {لّلْمُتَّقِينَ} عقاب الله، بعمل الطاعات.

.تفسير الآية رقم (84):

{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)}
{مَن جَاءَ بالحسنة فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا} ثواب بسببها وهو عشر أمثالها {وَمَن جَاءَ بالسيئة فَلاَ يُجْزَى الذين عَمِلُواْ السيئات إِلاَّ} جزاء {مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أي: مثله.

.تفسير الآية رقم (85):

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}
{إِنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ القرءان} أنزله {لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ} إلى مكة وكان قد اشتاقها {قُل رَّبِّى أَعْلَمُ مَن جَاءَ بالهدى وَمَنْ هُوَ فِي ضلال مُّبِينٍ} نزل جواباً لقول كفار مكة له: إنك في ضلال، أي فهو الجائي بالهدى، وهم في ضلال و(أعلم) بمعنى عالم.

.تفسير الآية رقم (86):

{وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)}
{وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يلقى إِلَيْكَ الكتاب} القرآن {إِلاَّ} لكن ألقي إليك {رَحْمَةً مّن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً} معيناً {للكافرين} على دينهم الذي دعوك إليه.

.تفسير الآية رقم (87):

{وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)}
{وَلاَ يَصُدُّنَّكَ} أصله (يصدونَنْكَ) حذفت نون الرفع للجازم، والواو للفاعل لالتقائها مع النون الساكنة {عَنْ ءايات الله بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ} أي لا ترجع إليهم في ذلك {وادع} الناس {إلى رَبّكَ} بتوحيده وعبادته {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين} بإعانتهم، ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}
{وَلاَ تَدْعُ} تعبد {مَعَ الله إلها ءَاخَرَ لاَ إله إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَئ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} إلا إياه {لَهُ الحكم} القضاء النافذ {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بالنشور من قبوركم.

.سورة العنكبوت:

.تفسير الآية رقم (1):

{الم (1)}
{الم} الله أعلم بمراده بذلك.

.تفسير الآية رقم (2):

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)}
{أَحَسِبَ الناس أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ} أي: بقولهم {ءَامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم؟ نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}
{وَلَقَدْ فَتَنَّا الذين مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين صَدَقُواْ} في إيمانهم علم مشاهدة {وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذبين} فيه.

.تفسير الآية رقم (4):

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)}
{أَمْ حَسِبَ الذين يَعْمَلُونَ السيئات} الشرك والمعاصي {أَن يَسْبِقُونَا} يفوتونا فلا ننتقم منهم؟ {سَاءَ} بئس {مَا} الذي {يَحْكُمُون} ه حكمهم هذا.

.تفسير الآية رقم (5):

{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)}
{مَن كَانَ يَرْجُواْ} يخاف {لِقَاء الله فَإِنَّ أَجَلَ الله} به {لأَتٍ} فليستعدّ له {وَهُوَ السميع} لأقوال العباد {العليم} بأفعالهم.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)}
{وَمَن جاهد} جهاد حَرْب أو نفس {فَإِنَّمَا يجاهد لِنَفْسِهِ} فإن منفعة جهاده له لا لله {إِنَّ الله لَغَنِىٌّ عَنِ العالمين} الإِنس والجنّ والملائكة وعن عبادتهم.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)}
{والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَنُكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} بعمل الصالحات {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ} بمعنى: حُسْن ونصبه بنزع الخافض الباء {الذي كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وهو الصالحات.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}
{وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} أي إيصاءً ذا حُسْنٍ بأن يبرَّهما {وَإِن جاهداك لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ} بإشراكه {عِلْمٌ} موافقة للواقع فلا مفهوم له {فَلاَ تُطِعْهُمَا} في الإِشراك {إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} فأجازيكم به.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)}
{والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصالحين} الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)}
{وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بالله فَإِذَا أُوذِىَ فِي الله جَعَلَ فِتْنَةَ الناس} أي أذاهم له {كَعَذَابِ الله} في الخوف منهم فيطيعهم فينافق {وَلَئِنِ} لام قسم {جَاءَ نَصْرٌ} للمؤمنين {مِن رَبّكَ} فغنموا {لَّيَقُولَنَّ} حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين {إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} في الإِيمان فأشرِكونا في الغنيمة قال تعالى: {أَوَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ} أي بعالم {بِمَا فِي صُدُورِ العالمين} قلوبهم من الإِيمان والنفاق؟ بلى.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)}
{وَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين ءَامَنُواْ} بقلوبهم {وَلَيَعْلَمَنَّ المنافقين} فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12)}
{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ اتبعوا سَبِيلَنَا} ديننا {وَلْنَحْمِلْ خطاياكم} في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر، قال تعالى: {وَمَا هُمْ بحاملين مِنْ خطاياهم مّن شَئ إِنَّهُمْ لكاذبون} في ذلك.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)}
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أوزارهم {وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} بقولهم للمؤمنين: {اتبعوا سَبِيلَنَا} وإضلالهم مقلديهم {وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمُ القيامة عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم، وحذف فاعلهما: الواو ونون الرفع.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)}
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ} وعمره أربعون سنة أو أكثر {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً} يدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه {فَأَخَذَهُمُ الطوفان} أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا {وَهُمْ ظالمون} مشركون.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)}
{فأنجيناه} أي نوحاً {وأصحاب السفينة} أي الذين كانوا معه فيها {وجعلناها ءَايَةً} عبرة {للعالمين} لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس.